أكد المشاركون في ندوة «المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية: تاريخ حافل وآفاق مستقبلية مشرقة»، عمق العلاقات بين المملكة والصين وجذورها التاريخية التي تمتد لأكثر من ألفي عام، والتي تشهد اليوم تطورا كبيرا في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية.
وأشار المشاركون خلال الندوة الإلكترونية التي عقدتها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة أمس (الخميس) برعاية وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان بمناسبة مرور ثلاثين عاما على انطلاق العلاقات الرسمية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية في يوليو 1990م، وبثت عبر الموقع الإلكتروني للمكتبة، إلى إستراتيجية العلاقات بين البلدين الصديقين وفرص التعاون الواعدة بينهما.
وقال المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة فيصل بن عبدالرحمن بن معمر: «إن العلاقات بين الحضارتين العربية والصينية قائمة منذ فجر التاريخ عبر طريق الحرير، وهي تدل على عصور من التناغم بين الأمتين العربية والصينية، وأنتجت مراكز للإشعاع الثقافي وعملت على إرساء قواعد من التفاهم وصولا إلى المرحلة الراهنة التي تدعو للتفاؤل بمستقبل مشرق في العلاقات بين المملكة والصين».
وتحدث نائب وزير الثقافة حامد بن محمد فايز، موضحاً أن هناك تقاربا وتعاونا بين المملكة والصين على الأصعدة كافة، وأن العلاقات تمتد لأكثر من ألفي عام، حيث بنيت جسور راسخة بين الجزيرة العربية والصين عبر التجارة وتقريب الحضارتين العريقتين وهو ما يمثل شريانا حيويا للثقافة، وهذا يتم اليوم عبر طريقين هما رؤية المملكة 2030، ومبادرة الصين «الحزام والطريق»، وما ستحدثانه من أثر كبير على قارتنا والعالم أجمع».
وأضاف: «رؤية 2030 نبعت من قراءة عميقة للتاريخ ونظرة استشرافية طموحة للمستقبل من لدن قيادة المملكة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومهندس الرؤية السعودية الجديدة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وجاءت الرؤية متناغمة مع طموحات الإنسان السعودي وتطلعاته، مستجيبة بشجاعة وثقة لكل تحديات عالمنا المعاصر بما يعود علينا بالخير والنماء».
علاقات متطورة:
من جانبه، تحدث سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة تشن وي تشينغ، عن العلاقات الثقافية والتاريخية بين البلدين، حيث أقامت المملكة والصين العلاقات الدبلوماسية بشكل رسمي مما فتح علاقات ثنائية متطورة.
وقال السفير الصيني: «لا توجد مسافة بين الأصدقاء حتى لو فصلت بينهما آلاف الأميال، وهناك تواصل بين الأمة العربية والأمة الصينية على طريق الحرير القديم قبل أكثر من ألفي عام، ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية في 21 يوليو 1990، وهناك مصالح جوهرية بين البلدين وتطورت العلاقات الثنائية بشكل كبير».
وتابع: «هناك احترام متبادل، وقد حقق البلدان إنجازات مشهودة وأصبحا نموذجا للعلاقات بين الدول، وفي 2016 زار الرئيس الصيني المملكة وأعلن مع خادم الحرمين الشريفين إقامة شراكة بين البلدين، وأنشأ الجانبان اللجنة المشتركة رفيعة المستوى التي عقدت 3 اجتماعات حتى الآن أضافت زخما كبيرا للعلاقات بين المملكة والصين، وهناك شراكة بين البلدين لمواجهة فايروس كورونا المستجد».
ولفت السفير الصيني إلى أن هناك 50 جامعة صينية تُدرِّس اللغة العربية، كما فتحت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة فرعها بجامعة بكين في 2017.
واختتم السفير الصيني كلامه بالقول: «إن المملكة العربية السعودية هي الدولة العربية الوحيدة في مجموعة 20 ولها تأثير عالمي، وأتمنى الإبقاء على زخم العلاقات بين البلدين، وتعميق الشراكة الإستراتيجية».